||

تفسير سورة القارعة


ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺟﻞ ﺛﻨﺎﺅﻩ ﻭﺗﻘﺪﺳﺖ ﺃﺳﻤﺎﺅﻩ : ‏( ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏( 1 ‏) ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏( 2 ‏) ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏( 3 ‏) ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﺒﺜﻮﺙ ‏( 4 ‏) ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻛﺎﻟﻌﻬﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ‏( 5 ‏) ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﻠﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ ‏( 6 ‏) ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻋﻴﺸﺔ ﺭﺍﺿﻴﺔ ‏( 7 ‏) ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻔﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ
‏( 8 ‏) ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏( 9 ‏) ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﻫﻴﻪ ‏( 10 ‏) ﻧﺎﺭ ﺣﺎﻣﻴﺔ
‏( 11 ‏) ‏) .
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻩ : ‏( ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏) : ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮﻉ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮﻟﻬﺎ ، ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻨﺪﻫﺎ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻻ ﻟﻴﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ .
ﻭﺑﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ .
ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ :
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻠﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﻟﺢ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ، ﻋﻦ
ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏) ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻋﻈﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺬﺭﻩ ﻋﺒﺎﺩﻩ .
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﻋﻤﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‏( ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ .
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ، ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ .
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻗﺔ : ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏) ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻌﻈﻤﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮﻉ ‏[ ﺹ : 574 ‏] ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻫﻮﻟﻬﺎ ؛ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ : ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮﻉ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻫﻮﻟﻬﺎ ؛ ﺃﻱ : ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭﺃﻓﻈﻌﻬﺎ ﻭﺃﻫﻮﻟﻬﺎ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ‏) ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻭﻣﺎ ﺃﺷﻌﺮﻙ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﺒﺜﻮﺙ ‏) ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻩ : ﺍﻟﻘﺎﺭﻋﺔ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ، ﻟﻴﺲ ﺑﺒﻌﻮﺽ ﻭﻻ ﺫﺑﺎﺏ ، ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺒﺜﻮﺙ : ﺍﻟﻤﻔﺮﻕ .
ﻭﺑﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ .
ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ‏( ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﺒﺜﻮﺙ ‏) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻳﺘﻬﺎﻓﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﻮﻧﺲ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻳﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﺒﺜﻮﺙ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺷﺒﻪ ﺷﺒﻬﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ : ﻛﻐﻮﻏﺎﺀ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ ، ﻳﺮﻛﺐ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻣﺌﺬ ، ﻳﺠﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻛﺎﻟﻌﻬﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ‏) ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻛﺮﻩ : ﻭﻳﻮﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻛﺎﻟﺼﻮﻑ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ; ﻭﺍﻟﻌﻬﻦ : ﻫﻮ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ .
ﻭﺑﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ .
ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻛﺎﻟﻌﻬﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ‏) ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ .
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺛﻮﺭ ، ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ، ﻗﺎﻝ : ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﻑ . ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻛﺎﻟﻬﺒﺎﺀ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﻠﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﻠﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ : ﺍﻟﻮﺯﻥ ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻘﻮﻝ : ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﺩﺭﻫﻢ ﺑﻤﻴﺰﺍﻥ ﺩﺭﻫﻤﻚ ، ﻭﻭﺯﻥ ﺩﺭﻫﻤﻚ ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺩﺍﺭﻱ ﺑﻤﻴﺰﺍﻥ ﺩﺍﺭﻙ ﻭﻭﺯﻥ ﺩﺍﺭﻙ ، ﻳﺮﺍﺩ : ﺣﺬﺍﺀ ﺩﺍﺭﻙ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ : ‏[ ﺹ : 575 ‏]
ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﻟﻘﺎﺋﻜﻢ ﺫﺍ ﻣﺮﺓ ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻜﻞ ﻣﺨﺎﺻﻢ ﻣﻴﺰﺍﻧﻪ
ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻟﻜﻞ ﻣﺨﺎﺻﻢ ﻣﻴﺰﺍﻧﻪ : ﻛﻼﻣﻪ ، ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻘﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺠﺘﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻴﺲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺜﻞ ﺿﺮﺏ .
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﻮ ﻛﺮﻳﺐ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺠﻴﺢ ، ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ‏( ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻋﻴﺸﺔ ﺭﺍﺿﻴﺔ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﻲ ﻋﻴﺸﺔ ﻗﺪ ﺭﺿﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ‏( ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻋﻴﺸﺔ ﺭﺍﺿﻴﺔ ‏) ﻳﻌﻨﻲ : ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻔﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻒ ﻭﺯﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ، ﻓﻤﺄﻭﺍﻩ ﻭﻣﺴﻜﻨﻪ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ .
ﻭﺑﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ .
ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ‏( ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻔﺖ ﻣﻮﺍﺯﻳﻨﻪ ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻫﻲ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ .
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺛﻮﺭ ، ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ‏(
ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻫﻲ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ . ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ : ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﻫﻮﺕ ﺃﻣﻪ .
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺛﻮﺭ ، ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ، ﻋﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ، ﻗﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺭﻭﺣﻮﺍ ﺃﺧﺎﻛﻢ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ; ﻗﺎﻝ : ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻼﻥ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺎﺕ ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻛﻢ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ .
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻬﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‏( ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻳﻬﻮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺀﻭﺳﻬﻢ . ‏[ ﺹ : 576 ‏]
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻒ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﺍﺭ ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ‏(
ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻳﻬﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ .
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻳﻮﻧﺲ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ : ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻫﻲ ﺃﻣﻪ ﻭﻣﺄﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻗﺮﺃ : ‏( ﻭﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ‏) .
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﻋﻤﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺛﻨﻲ ﺃﺑﻲ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ‏( ﻓﺄﻣﻪ ﻫﺎﻭﻳﺔ ‏) ﻭﻫﻮ ﻣﺜﻠﻬﺎ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻣﻪ ، ﻷﻧﻬﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺄﻭﺍﻩ ، ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻭﻱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﺄﻭﻯ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺃﻡ ﻟﻪ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﻫﻴﻪ ‏) ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻞ ﺛﻨﺎﺅﻩ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻭﻣﺎ ﺃﺷﻌﺮﻙ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ، ﺛﻢ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ : ‏( ﻧﺎﺭ ﺣﺎﻣﻴﺔ ‏) ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺎﻣﻴﺔ : ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺣﻤﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺁﺧﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﻋة 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته