||

أقسام التوحيد و أقسام الشرك العلامة ابن باز

أقسام التوحيد و أقسام الشرك
----------------------------
بيان أقسام التوحيد، و هي ثلاثة‏:‏ توحيد الربوبية، و توحيد الألوهية، و توحيد الأسماء و الصفات‏.‏
أما توحيد الربوبية‏:‏ فهو الإيمان بأن الله سبحانه الخالق لكل شيء، و المتصرف في كل شيء، لا شريك له في ذلك‏.‏
و أما توحيد الألوهية‏:‏ فهو الإيمان بأن الله سبحانه هو المعبود بحق لا شريك له في ذلك، و هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها‏:‏ لا معبود حق إلا الله، فجميع العبادات من صلاة و صوم و غير ذلك يجب إخلاصها لله وحده، و لا يجوز صرف شيء منها لغيره‏.‏
و أما توحيد الأسماء و الصفات‏:‏ فهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم، و الأحاديث الصحيحة من أسماء الله و صفاته، و إثباتها لله وحده على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف، و لا تعطيل، و لا تكييف، و لا تمثيل؛ عملاً بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد‏}‏ ‏[‏الصمد‏:‏ كاملة‏]‏، و قوله عز و جل‏:‏ ‏{‏ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏، وقد جعلها بعض أهل العلم نوعين، و أدخل توحيد الأسماء و الصفات في توحيد الربوبية، و لا مشاحة في ذلك؛ لأن المقصود واضح في كلا التقسيمين‏.‏
و أقسام الشرك ثلاثة‏:‏ شرك أكبر، و شرك أصغر، و شرك خفي‏.‏ 
فالشرك الأكبر‏:‏ يوجب حبوط العمل و الخلود في النار لمن مات عليه، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 88‏]‏، و قال سبحانه‏:‏ ‏{‏ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر، أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 17‏]‏، و أن من مات عليه فلن يغفر له، و الجنة عليه حرام، كما قال الله عز و جل‏:‏ ‏{‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 48‏]‏، و قال سبحانه‏:‏ ‏{‏إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 72‏]‏‏.‏
و من أنواعه‏:‏ دعاء الأموات، و الأصنام، و الاستغاثة بهم، و النذر لهم، و الذبح لهم، و نحو ذلك‏.‏
أما الشرك الأصغر‏:‏ فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركاً، و لكنه ليس من جنس الشرك الأكبر؛ كالرياء في بعض الأعمال، و الحلف بغير الله، و قول‏:‏ ما شاء الله و شاء فلان، و نحو ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر‏)‏ فسئل عنه، فقال‏:‏ ‏(‏الرياء‏)‏ رواه الإمام أحمد، و الطبراني، و البهيقي، عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه بإسناد جيد، و رواه الطبراني بأسانيد جيدة، و عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه و سلم‏.‏
و قوله صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏من حلف بشيء دون الله فقد أشرك‏)‏ رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و رواه أبو داود، و الترمذي بإسناد صحيح، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال‏:‏ ‏{‏لا تقولوا‏:‏ ما شاء الله و شاء فلان، و لكن قولوا‏:‏ ‏(‏ما شاء الله ثم شاء فلان‏)‏ أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه‏.‏
و هذا النوع لا يوجب الردة، و لا يوجب الخلود في النار، و لكنه ينافي كمال التوحيد الواجب‏.‏
أما النوع الثالث‏:‏ و هو الشرك الخفي، فدليله قول النبي صلى الله عليه و سلم‏:‏ ‏(‏ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله، قال‏:‏ ‏(‏الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه‏)‏ رواه الإمام أحمد في مسنده، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏.‏
و يجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط‏:‏
أكبر و أصغر، أما الشرك الخفي فإنه يعمهما‏.‏
فيقع في الأكبر، كشرك المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، و يتظاهرون بالإسلام رياءً، و خوفاً على أنفسهم‏.‏
و يكون الشرك الأصغر، كالرياء، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم، و حديث أبي سعيد المذكور، و الله ولي التوفيق‏.‏

[الدروس المهمة الشيخ ابن باز رحمه الله]