||

بحث مختصر في حكم تارك الصلاة


مختصر في حكم تارك الصلاة جحودا أو تهاونا وتكاسلا
حكم تارك الصلاة
✅ اولا : لا خلاف بين أهل العلم بكفر تارك الصلاة جحودا ، وهو كفر اكبر اي مخرج من الملة. [١]
✅  وأما من تركها تكاسلا وتهاونا فقد اختلف اهل العلم في حكمه ، منهم من لم يكفره وهذا مذهب جمهور العلماء ، ومنهم من كفره رغم انه تركها تكاسلا وتهاونا. [٢]
 أما دليل الذين لم يكفروه فقد استدوا بحديث :
 « خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ»(٣)،
وايضا بقوله تعالى "  إن الله لا يغفر أن يشرك به ويفغر ما دون ذلك لمن يشاء"
وكذلك حديث : يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله" .
 أما الطرف الآخر  فقد استدلوا :
 بما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ليس بين العبد والكفر أو الشرك إلا الصلاة " _رواه مسلم_ ، وبحديث آخر في السنن : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ، ويستدلون أيضاً بقول الله عز وجل : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً" .
 وعند أن ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى كلام الفريقين وأدلة الفريقين المتكاثرة قال : إن الصحابة قالوا : إنه كافر ، فنحن نقول : إنه كافر، وقد نقل صاحب ( الترغيب والترهيب ) عن أبي محمد ابن حزم رحمه الله تعالى أنه قال : إن عمراً ومعاذاً - وذكر جماعة من الصحابه - يرون أنه كافر ، ثم قال أبو محمد ابن حزم : *ولا أعلم لهؤلاء مخالفاً فالذي يظهر من الأدلة أن قاطع الصلاة كافر* . [٤]

القول الراجح الذي رجحه الشيخ محمد علي فركوس الجزائري حفظه الله : قال :
*والراجح في المسألة هو التفصيل، ووجهُه: أنَّ مَنْ تَرَكَ  الصلاةَ كُلِّيَّةً ومات مُصِرًّا على الترك فلا يكون مؤمنًا ولا يصحُّ منه صومٌ ولا عَمَلٌ، وهو المعبَّرُ عنه بالترك المطلق، أمَّا مَنْ يصلِّي ويترك فهذا غيرُ مُحافِظٍ عليها وليس بكافرٍ، بل هو مسلمٌ يدخل تحت المشيئة والوعيد ويصحُّ صومُه، وهو المعبَّرُ عنه بمطلق الترك، ويُؤيِّدُه قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ*» (صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب والترهيب» (١/ ٢٧١) ) *ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ المُسْلِمُ يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّلَاةُ المَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا: هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ»[٥]، وهذا التفصيلُ مِنِ اختياراتِ شيخِ الإسلام ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ* [٦]
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا. *انتهى من كلام شيخ حفظه الله*
الجزائر في: ١٦ ذي القعدة ١٤٢٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ١٨ ديسمبر ٢٠٠٥٥م
المراجع___________________________________


(١) انظر تقريرَ الإجماع في: «المقدِّمات الممهِّدات» لابن رشدٍ الجدِّ (١/ ١٤١)، «المغني» لابن قدامة (٧/ ١٣١)، «المجموع»للنووي (٣/ ١٤٤).
(٢) انظر: «المقدِّمات الممهِّدات» لابن رشدٍ الجدِّ (١/ ١٤١)،«بداية المجتهد» لابن رشدٍ الحفيد (١/ ٩٠)، «المجموع»للنووي (٣/ ١٦٦).
(٣) أخرجه أبو داود في «الوتر»بابٌ فيمَنْ لم يُوتِرْ (١٤٢٠)، والنسائيُّ في «الصلاة»بابُ المحافَظةِ على الصلوات الخمس (٤٦١)، وأحمد (٢٢٦٩٣٣)، مِنْ حديثِ عُبادة بنِ الصامت رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب والترهيب» (١/ ٢٧١) رقم: (٣٧٠) وفي «صحيح الجامع» (٣٢٤٣٣).
(٤) راجع كتاب : اجابة السائل على أهم المسائل ص :٤٢-٤٣  للشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
[٥] أخرجه أبو داود في «الصلاة»بابُ قولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُلُّ صلاةٍ لا يُتِمُّها صاحبُها تُتَمُّ مِنْ تطوُّعه»(٨٦٤)، والترمذيُّ في «الصلاة»بابُ ما جاء أنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ (٤١٣)، والنسائيُّ في«الصلاة»باب المحاسَبة على الصلاة (٤٦٦٦)، وابنُ ماجه في «إقامة الصلاة والسنَّةِ فيها»بابُ ما جاء في: أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصلاةُ (١٤٢٥٥)، مِنْ حديثِ أبي هريرةرضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع»(٢٠٢٠٠).
[٦] انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٧/ ٦١٤ ـ ٦١٦، ٢٢/ ٤٩٩).


الكلامات الدلالية :
هل تارك الصلاة كافر
حكم تارك السلاة تهاونا وتكاسلا