هل المشركون الذين قبل بعثت محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة
من تطبيق فتاوى العلامة مقبل الوادعي:
السؤال
هل المشركون الذين قبل بعثت محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة وهل أبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة والأصم والمجنون والأطفال الذين يتوفون في الجنة مع الدليل ؟
الجواب
اختلف أهل العلم في هذا ، والصحيح من أقوال أهل العلم أنه يختبرون لما جاء في المسند أن الأبله والأصم وصاحب الفترة يخرج لهم عنق من النار فيقال : ادخلوا فمن دخل كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن أبى أن يدخل فيقول الله : أنتم عصيتموني وأنتم لرسلي أشد عصياناً ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " ، ويقول سبحانه وتعالى : " وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون " ، وأيضاً الأدلة على العذر بالجهل ، ماجاء عن أصحاب عيسى أنهم قالوا : " هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين " شاهدنا قوله : " هل يستطيع ربك " فالذي يشك في قدرة الله عز وجل يعتبر كافراً .
أيضاً ما جاء في الصحيح من حديث حذيفة وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وجماعة والمعنى متقارب : " أن رجلاً قال لأولاده أي أب أنا لكم ؟ ، قالوا : نعم الأب قال : فهل أنتم فاعلون ما أوصيكم به ؟ قالوا : نعم ، قال : فإذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في يوم عاصف ، ففعلوا ، فأمر الله البحر أن يجمع ما فيه والبر أن يجمع ما فيه ، وقال له : يا عبدي ما حملك على ما صنعت ؟ ، قال : مخافتك يارب ، قال : فإني قد غفرت لك " .
وهذا أيضاً يشك في قدرة الله عز وجل ، وشيئ آخر أن قوم موسى قالوا لموسى : " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " ، ولم يقل لهم إنكم قد كفرتكم ، فهذه من أدلة العذر بالجهل ، وأحسن من ساقها فيما أطلعت عليه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره والحافظ ابن كثير ، أما الحافظ ابن كثير فعند قول الله عز وجل :" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً " ، وأما الشنقيطي فلا أذكر ، أذكر عند هذه اللآية أم عند قول الله عز وجل : " وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون " .
أما أبوا النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فالصحيح من أقوال أهل العلم أنهما من أهل النار لما جاء في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال لرجل : " إن أبي وأباك في النار " ، وما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أراد أن يزور أمه فأذن لع في الزيارة ولم يؤذن له في الاستغفار .
وأما أطفال المسلمين ففي الجنة ، وأطفال المشركين على الصحيح من أقوال أهل العلم أنهم خدم أهل الجنة ، وقد ورد هذا في حديث سمرة بن جندب الطويل .
------------
من شريط : ( أسئلة أهل المحويت )
للإستماع للصوتية
http://muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa1045.mp3
للمزيد من الفتاوى العلمية حمّل التطبيق على جوجل بلاي:
www.play.google.com/?details=com.wahid.muqbel